عند معالجة القهوة بطرق مختلفة، تتكون نكهات مميزة لكل طريقة، ولهذا السبب يجب التعامل مع البن الأخضر بشكل مختلف أثناء عملية التحميص.
تُعتبر القهوة المغسولة أكثر كثافة من القهوة الطبيعية، مما يعني أن المحامص يجب أن تضيف المزيد من الحرارة أثناء التحميص لاختراق هيكل الحبوب بفعالية.
وفي هذا السياق، يوضح "مات هانسيل" في مقال نشره في "Collaborative Coffee Source": "مع القهوة المغسولة، يمكنك أن تكون أكثر جرأة في استخدام الحرارة". ويضيف: "أفضل دائمًا أوقات تحميص أقصر مع درجات حرارة منخفضة في النهاية. هذا الأسلوب يبرز بشكل فعّال الحموضة العالية الموجودة في هذه القهوة".
أما القهوة المعالجة بالطريقة الطبيعية، فهي أكثر عرضة للاحتراق إذا أُضيفت حرارة زائدة في الوقت غير المناسب.
يوضح "مات": "إذا كانت عملية التحميص سريعة جدًا أو ذات تطور خفيف، قد ينتج عنها نكهة حادة وغير متوازنة".
يتطلب تحميص القهوة المعالجة بالطريقة الطبيعية فترة تجفيف أطول وفترة تطوير أطول أيضًا. "يزداد تعزيز نكهة هذه القهوة مع فترات كرملة أطول".
بالإضافة إلى ذلك، وبسبب أن القهوة المغسولة تنتج توازنًا أكبر بين الحبوب، يقترح البعض أنها تتيح تحميصًا أكثر تساويًا مقارنةً بالقهوة الطبيعية.
معلومات عامة :
في عملية تحميص القهوة، يُعد فهم الاختلافات بين طرق المعالجة أمرًا حاسمًا للحصول على نتائج مثالية لكل نوع من أنواع القهوة. فعند معالجة القهوة بالغسل، تُزال معظم المكونات الصلبة من الحبة قبل التجفيف، مما يجعلها أكثر كثافة وأقل عرضة لامتصاص المواد الخارجية. هذه الكثافة تعني أن حرارة التحميص يمكن أن تخترق الحبة بشكل أفضل، وبالتالي يمكن استخدام درجات حرارة أعلى نسبيًا. هذا يؤدي إلى إبراز النكهات الحمضية والنظيفة التي تميز القهوة المغسولة، وهو ما يُعد جذابًا لعشاق النكهات الحادة والواضحة.
على الجانب الآخر، تتطلب القهوة المعالجة بالطريقة الطبيعية نهجًا مختلفًا تمامًا. نظرًا لاحتفاظ القهوة بلب الثمرة خلال عملية التجفيف، تميل الحبوب إلى اكتساب نكهات فاكهية وأكثر تعقيدًا، ولكن في نفس الوقت تصبح أكثر عرضة للاحتراق إذا أسيء التعامل معها أثناء التحميص. لذلك، يحتاج المحمص إلى الحرص على التحكم الدقيق في درجات الحرارة والتأكد من أن فترات التجفيف والكرملة طويلة بما يكفي للسماح بتطور كامل لنكهة الحبة دون المخاطرة بإفسادها.
واحدة من النقاط الهامة في التحميص هي "تطور القهوة"، وهي المرحلة التي تبدأ فيها الحبوب بتطوير نكهاتها النهائية. هنا يظهر الفارق بين القهوة المغسولة والطبيعية بوضوح. في القهوة المغسولة، يمكن أن يكون التطور أسرع نظرًا لأن الحبوب تميل إلى الثبات الحراري، بينما في القهوة الطبيعية، يتطلب الأمر تطورًا أبطأ للسماح بتعزيز النكهات المعقدة التي تتراكم في الحبة.
العامل الأخير الذي يميز القهوة المغسولة عن الطبيعية هو التناسق. نظرًا لأن القهوة المغسولة تمر بعملية معالجة دقيقة، فإن حجم وكثافة الحبوب يكونان أكثر تجانسًا، مما يؤدي إلى تحميص أكثر اتساقًا. على النقيض من ذلك، قد تظهر القهوة الطبيعية بعض التفاوت في الحبوب، مما يستدعي اهتمامًا أكبر من المحمص لضمان تحقيق تحميص متساوٍ.
يعتبر اختيار الطريقة المثلى لتحميص كل نوع من القهوة أمرًا يعتمد على معرفة دقيقة بالنكهات المستهدفة والفروق الجوهرية بين الحبوب المعالجة بالطريقة المغسولة والطبيعية.
Comments